الثقافة والمثقف والتباس المفاهيم سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان

 

     ذكرت سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان في بداية محاضرتها أنّ الثقافة أسلوبٌ، ورفيقُ عمر، ودليلٌ على التجدد، وأكدت أن هناك إشكالية في العلاقة بين المثقف والناس، وأنّ المثقف العربيّ في الوقت الحالي عاجز عن الوصول إلى الناس؛ لأنّه لا يملك اللغة البسيطة، أو الوسيلة المناسبة التي تؤهله لذلك، وفي رأيها أنّ المثقف العربي نخبويّ، ويمتلك لغة صعبة، ويفتقر أسلوبه إلى العناصر الجاذبة التي تؤهله لشدّ الناس إليه بعد أن ابتعدوا عنه، كما أنّ الموضوعات التي يتطرق إليها لا تلامس قضايا الناس اليومية، ولا تحظى بثقتهم، أو تلبي احتياجاتهم، ولذلك أدار الناس ظهورهم إليه، وتركوه وحيدا في برجه العاجي، يجترّ الغربة، ويعيش الوحدة، ويعاني من العزلة بين الجدران، وفي رأيها أنّ المثقف يمكن أن يستعيد ثقة الناس من جديد، إذا انخرط في واقعه، وعايش الناس في مشاكلهم، وأفلح في أن يخاطبهم، ويكسب ثقتهم، تماماً كما فعلت النائبة اللبنانية (بولا يعقوبيان) حين تبنت قضية البيئة في وطنها، وأفلحت في اكتساب ثقة الناس، وفي جعل (المحافظة على البيئة والدفاع عنها) قضيتها الأولى مستخمة كل االأساليب الممكنة لفعل ذلك، وهكذا نجحت في أن تحول (البيئة ) إلى مطلب سياسي، وأن تجعلها هما سياسيا يوميا بخلاف كثيرين من المثقفين الذين لم يفلحوا في فعل ما فعلته لعجز في استخدام اللغة المناسبة والطريقة التي تجعل من الثقافة أسلوب حياة .