ترانيم السّماء

      Ø¨Ø¯Ø£ الدكتور أحمد الخليع محاضرته بالإشارة إلى أنّه لا وجود للدين من دون ثقافة موسيقية، وأنّ الترانيم هي موسيقا تستجيب لفطرة الإنسان المجبولة على محبّة الجمال، وأنّ الإنسان نفسه يستجيب بشكل فطريّ لسماع الموسيقا؛ ولذلك حثّت الأديانُ الإنسانَ نفسه على الاستجابة لفطرته متوسّلة بالموسيقا، وجعلتْها تترجم علاقة الإنسان بالمطلق في كلّ الأديان.

    وذكر الدكتور أنّ هناك خمس ميّزات للترانيم، أوّلها أنها ذات بعد روحيّ، لأنها لا تستدعي غرائز الجسد ولا شهوات النّفس بل تزكِّيها وتطهِّرها، وثانيها أنّها ذات بعد أنطولوجيّ؛ لأنها تُضفي على الإنسان معنى وجودياً، وتجعل علاقته بالمتعالي تقوم على المحبّة والجمال، وثالثها أنّها ذات بعد إنسيّ؛ لأنّها تخاطب الإنسان من حيث هو نفخة إلهيّة وخليفة لله على الأرض من دون أن تميِّز إنساناً من آخر من حيث العرق واللون والجنس والدين، ورابعها ذات بعد كونيّ؛ من حيث أنّها تبني علاقة سويَّة للإنسان بالطّبيعة، وتنتقل بالطّبيعة من كونها طبيعةً جامدة إلى كونها " طبيعةً آيةً" تدلّ على وحدانيّة الحقّ من خلال فعل التّسبيح، وخامسها أنّها ذات بعد رساليّ؛ لأنّها تحمل للإنسان قيماً جماليّة مثاليّة منها قيمة المحبّة، وقيمة التّسامُح، والاعتراف بالآخر، والدّعوة إلى السلام والوئام اللذين يحققان للإنسان إنسانيّته، ويرتقيان بها، ويجعلانه مؤهلا للدّخول في حقل " الإنسانية " والاتّصاف بها بجدارة.