التّسامُح ميزانُ الحياة

     ذكر الدكتور محمد أبوالفرج صادق، في بداية محاضرته، أنّ التسامُح يُشِير إلى التّساهُل واللين والرّقّة، ويعني الغفران، والعفو، والموافقة على الصّفح، واحترام الرّأي الآخر، والبعد عن التّعصُّب، وبيّن أنه قيمة روحيّة وإنسانيّة سامية تتجلّى في سلوك حكام الإمارات وآرائهم ومواقفهم السّديدة .

   وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في التّسامُّح؛ إذ صفح عن المشركين عند فتحه مكّة، وسامحهم على ما قاموا به من إيذاء جسديّ ونفسيّ له، وقال لهم عبارته المشهورة : " اذهبوا فأنتم الطلقاء" فاتحاً معهم صفحة جديدة قائمة على الودّ، والاحترام، والاستعداد للاعتراف بهم إخوة في دينه الجديد بعد أن اعتذروا عن مناهضتهم له، وأبدوا رغبتهم في أن يكونوا عوناً له على نشره .

  أما في عالمنا المعاصر فيعد سمو الشيخ زايد، طيب الله ثراه، رجلَ التسامح الأول في الوطن العربي والعالم، وتغصُّ سيرته الذاتية بمواقف عديدة تؤكد ذلك، منها أنه قرر ذات يوم ذات يوم أن يمنح في جنيف رجلا يهودياً طلب مساعدته مبلغاً مالياً ضخما، للتأكيد على أنه لا يفرق بين إنسان وآخر، وأن عونه يمكن أن يشمل أيَّ إنسان بغضِّ النظر عن معتقده ودينه وجنسه ولونه.

   ويعكس تخصيص عام ( 2019) عاماً للتسامح على مستوى دولة الإمارات نهجاً اختطّه حكّامها للتأكيد على أنّها تحتذي به ØŒ وتسير على الدرب الذي سلكه، وهو ما يجعل منها دولة متفرِّدة لا على مستوى الوطن العربي وحده بل على مستوى العالم كلِّه.