عندما تشيخ الذئاب
تتكون الرواية من خمسين فصلا قصيرا تسرد خلالها كل شخصية حكايتها بلغتها الخاصة وتكشف الجوانب التحتية لمجتمع المدينة الذي يتستر على كثير من التجاوزات والممارسات السياسية والدينية والجنسية والاجتماعية، فيما يحرص على المبالغة في إبراز الجوانب المشرقة بهدف إخفاء ما هو مسكوت عنه في منظومة القيم التي تنهار تباعا بحكم الإحباطات والتحولات التي يعيشها المجتمع.
تطرح الرواية قضايا استثمار الدين والجنس والحرية الإجتماعية التي تم إهمالها في غمرة الإهتمام بالحرية السياسية ذات البعد الواحد، وتتخذ هذه الحرية أشكالا متعددة في الرواية باعتبارها سببا ونتيجة ودافعا لكثير من المواقف المربكة التي تجد الشخصيات نفسها أسيرة لها، أما مسألة تهافت المثقفين على السلطة فتبدو جلية في شخصية جبران الذي يرتقي ويتسلم منصبا مهما في الدولة بعد أن كان مناضلا يساريا، في حين يصطدم الإعتدال بنزعات التطرف التي تمثلها إحدى الشخصيات المتدينة المتطرفة التي تريد تغيير الحياة بالسيف