عناق عند جسر بروكلين


‮"‬عناق عند جسر بروكلين‮" ‬هي الرواية الخامسة لعز الدين شكري بعد رباعية‮ ‬غير مقصودة‮:
"‬مقتل فخر الدين‮" ‬1995،‮ ‬
و"أسفار الفراعين‮" ‬1999‮ ‬
و‮"‬غرفة العناية المركزة‮" ‬2008،‮
‬و"أبو عمر المصري‮" ‬2010‮ .‬
ويمثل العمل الإبداعي لعزالدين شكري خطاً‮ ‬موازياً‮ ‬لعمله الدبلوماسي الذي بدأه في عام‮ ‬1989‮ .‬

لذا فإن الملمح السياسي لم يغب عن الرواية الأخيرة رغم أنه لم يكن بطلا كما في أعماله السابقة،‮ ‬ففي الرواية الجديدة يستعرض شكري حياة مجموعة من الشخصيات وحكايتها في الغربة،‮ ‬شخصيات مرتبطة ببعضها بشكل ما،‮ ‬جميعهم فشلوا في تحقيق حلمهم الأمريكي،‮ ‬بما يجعل الملحوظة الأولي والأساسية بعد القراءة هي التركيز علي الموقف التقليدي من أمريكا ومن الغرب بصفه عامه والذي يقوم علي تصوير الغرب بصفته‮ "‬الشيطان‮" ‬الذي يختطف الأطفال ويشوه الكبار ويلغي القيم،‮ ‬وهو تصور تم تجاوزه إلي حد بعيد أسأل عز ويجيب‮: "‬هناك قراءات عديدة للرواية،‮ ‬كما هو الحال دوماً،‮ ‬ومنها القراءة التي تشير إليها والتي انعكست في بعض ما كتب عن الرواية‮. ‬في ورشة الزيتون استمعت لقراءات مختلفة تماماً،‮ ‬منها قراءة تري أن الرواية نقد للرؤية الأحادية للغرب التي تشير إليها وتسعي عمداً‮ ‬لتحطيم الصور النمطية للشرق والغرب وتجاوز هذه الثنائية‮. ‬هناك قراءة تري أن الرواية تتخطي الرؤية المفتونة بالغرب‮ (‬عصفور من الشرق‮) ‬والرؤية التوفيقية‮ (‬قنديل أم هاشم‮) ‬والرؤية الصراعية‮ (‬موسم الهجرة إلي الشمال‮) ‬وتطرح رؤية أكثر تفكيكاً‮ ‬لما هو شرق وما‮ ‬غرب‮. ‬شخصياً‮ ‬أحب أن أقرا هذه الرواية علي أنها رواية إنسانية وليست فقط عن الشرق والغرب‮. ‬
أعود لأذكره بأن جميع الشخصيات مشتته‮.. ‬ضائعة،‮ ‬لا توجد شخصية واحدة ناجحة أو علي الأقل تستمتع بما حققته وإن كان قليلا،‮ ‬فيقول‮:"‬كل الشخصيات تعاني،‮ ‬في الحياة وفي الرواية‮. ‬والاستمتاع بالنجاح،‮ ‬أياً‮ ‬كان معني هذه الكلمة،‮ ‬لا ينفي التشتت وبعض الضياع وبعض أو كثير من المعاناة‮. ‬وهذا جزء من الحالة الإنسانية،‮ ‬في رأيي‮". ‬
من الملامح الواضحة أيضا أن الجزء المكتمل والواضح أنه كان البداية وربما الغرض الحقيقي من الرواية هو فصل‮ "‬ماريك‮" ‬أقول:كان يمكن أن يكون هذا الجزء وحده رواية مكتملة،‮ ‬لكنه يؤكد أن ذلك‮ ‬غير صحيح تماما يقول‮: "‬أحب القاريء الذي يظن أنه يعرف نوايا الكاتب‮! ‬لا ياسيدي،‮ ‬ليس فصل ماريك هو البداية بل سلمي‮ ‬‮ ‬منتصف الليل في محطة بن‮ ‬‮ ‬ولدي شهود علي ذلك‮! ‬لكن بغض النظر عن نقطة البداية،‮ ‬فإن بعض من علقوا علي الرواية رأوا أن فصل درويش هو الذي يمكن أن يشكل رواية مكتملة‮ (‬أعتقد كان ذلك رأي شعبان يوسف وهويدا صالح في ورشة الزيتون‮). ‬لكن هذه كلها فصول لرواية واحدة،‮ ‬أوجه لحكاية واحدة‮. ‬هذا النوع من الروايات يسمي أحياناً‮ "‬رواية في قصص‮". ‬
أسأله‮: ‬هل تعتقد أن توقيت النشر أضر الرواية أم كان في مصلحتها؟
والله لا إجابة لدي عن هذا السؤال‮: ‬يمكن أن يكون الوقت‮ ‬غير موات بسبب الثورة لكننا في الحقيقة لا نعرف بعد‮. ‬سننتظر وإن لم تلقي الرواية قبولا يمكن أن نلوم التوقيت‮.‬